أمسك القلم بيدي الآن

جميعُ الصفحات فارغة

هناك حديثٌ بيني و بين تلك الصفحات لا ينقطع أبداً

لا أريد الكتابة الآن، لكنَّني و لسببٍ ما لا زلتُ أمسكُ القلم!

أشعرُ بالفزع و بعض التقزّز ربَّما !


أريد التفكير بشكلٍ مختلف و ما أقصده بالاختلاف أي أنَّني أريد التفكير بشكل طبيعي مع القليل من المنطق، أريد تجربة التفكير كما الكائنات البشريّة، لطالما كان تفكيري مُختلفاً عن البقيّة، و كأنَّني أتسوّل الكلمات لأنطق بها بطريقة غير جنونيّة!


و كيف لا تكون طريقتي جنونيّة و نحن ضمن حربٍ نفسيَّة؟

عداكَ عن التُرهات العاطفية و السخافات اللامنطقية!

كيف لا تكون طريقتي جنونيّة و نحن في بداياتٍ مُفتعلة عبثيّة و نهاياتٍ زيفيّة؟!

لا نُدرك إلى الآن بأنَّه لا وجود للبداية أو النهاية

نحن وُلِدنا من رحم "المنتصف"

لم نكنْ حاضرين في البدايةِ الأوليّة و لن نكون في النهاية الأزليّة، و الكثير من الأمور اللامنطقيّة!


أين المنطق و أنا أُحدِّثُ نفسي مع صفحاتٍ فارغة منسيّة!؟

أجلس على حافّة الهاوية كلَّ يومٍ في انتظار لمسةٍ سحريّة، تقولُ لي أنَّني حقيقيّة!

أين المنطق و أنا أبحث عن طيفِ أحلامي الخفيَّة؟

نحنُ في زمنٍ يستحوذهُ الخذلان

زمنٍ لا يعرف الحرب من السّلام

زمنٍ يمتلىء بالثقوب الدمويّة

نسعى للذكرى فيُبيدُنا النسيان

أشعرُ و كأنَّني أغرس في رأسي آلاف الأفكار الحتميَّة، لكنَّني في صحراءٍ أبديَّة، لا أستطيع الهروب من ظلّي بعد الآن!


نحنُ في زمنِ التوهان، زمنٌ يضيعُ فيه الإنسان

ما بين الرعب و السرور

ما بين ردّات الفعل المكبوتة و إبصار النّور

ما بين المكان و اللازمان

نحنُ أجسادٌ فانية في عدم النسيان

نتعايش مع آلامنا بعد أن أصبحت مكشوفة الآن، و كأنَّ الأحزان مُجرّدُ صفحاتٍ سوداء تتناقل من يدٍ إلى أُخرى بدافع الفضول ليس أكثر!

لا أحد يجرؤ على تخفيف الأحزان و تقديم بعض الحنان!

نحنُ في زمنِ اللاشفاء

نستشفُّ النبضَ في قلوبنا من قطراتِ السماء، هل نحنُ أحياء؟


أقيسُ قُطرَ حدقتي كلّما نظرتُ للمرآة، أبحثُ عنّي بين النظرة و الأخرى، أسمعُ صدىً بين الكلمة و الأخرى

لماذا ننظرُ للمرآة؟ هل نبحثُ عن وجوهنا من خلالها؟

ماذا إن لم تكُ تلكَ الوجوه لنا؟!

لماذا نولدُ بوجوه!! "أُفكّر كثيراً.."


كلُّ شيء معقّد! باختلاف و بخليطٍ من عدم الاستيعاب!

أفتح عينيّ و أُبصر دقّة الحروف في كلماتي لأحارب ما يقارب ٢١١٩ فكرة في الدقيقة الواحدة.

هل نحنُ نكرة؟ أ لم نكُ أبداً؟

أ نملكُ القوّة؟ أظنُّ أنَّنا في حالة من اللامحاولة لنكون على هيئة بشر!


نحنُ في زمنٍ أحمق، نواجهه بحماقةٍ مُضاعفة و ابتسامة نازفة

بجروحنا العفنة نستقبل كُلَّ ما يأتي منه

إن كان للعظمة و المهانة، و القوّة و الضعف، و النّصر و الانكسار عنوان لأسميته "هذا الزمن"

في هذا الزمن لا أظنُّ أنَّهُ يجدرُ بنا التقليل من شأنِ شيء أو الاستخفاف به، سيتعرَّف كُلٌّ منّا على نفسه و يصنعُ زمناً جديداً إن أمكنَ ذلك!

نحنُ في زمن سنُجبِرُ فيه أنفسنا على الاختيار!!


سنختار في حين أن الاختيار مستحيل.