رنا المصري - تكتب(أمسك القلم بيدي الآن...)
أمسك القلم بيدي الآن
جميعُ الصفحات فارغة
هناك حديثٌ بيني و بين تلك الصفحات لا ينقطع أبداً
لا أريد الكتابة الآن، لكنَّني و لسببٍ ما لا زلتُ أمسكُ القلم!
أشعرُ بالفزع و بعض التقزّز ربَّما !
أريد التفكير بشكلٍ مختلف و ما أقصده بالاختلاف أي أنَّني أريد التفكير بشكل طبيعي مع القليل من المنطق، أريد تجربة التفكير كما الكائنات البشريّة، لطالما كان تفكيري مُختلفاً عن البقيّة، و كأنَّني أتسوّل الكلمات لأنطق بها بطريقة غير جنونيّة!
و كيف لا تكون طريقتي جنونيّة و نحن ضمن حربٍ نفسيَّة؟
عداكَ عن التُرهات العاطفية و السخافات اللامنطقية!
كيف لا تكون طريقتي جنونيّة و نحن في بداياتٍ مُفتعلة عبثيّة و نهاياتٍ زيفيّة؟!
لا نُدرك إلى الآن بأنَّه لا وجود للبداية أو النهاية
نحن وُلِدنا من رحم "المنتصف"
لم نكنْ حاضرين في البدايةِ الأوليّة و لن نكون في النهاية الأزليّة، و الكثير من الأمور اللامنطقيّة!
أين المنطق و أنا أُحدِّثُ نفسي مع صفحاتٍ فارغة منسيّة!؟
أجلس على حافّة الهاوية كلَّ يومٍ في انتظار لمسةٍ سحريّة، تقولُ لي أنَّني حقيقيّة!
أين المنطق و أنا أبحث عن طيفِ أحلامي الخفيَّة؟
نحنُ في زمنٍ يستحوذهُ الخذلان
زمنٍ لا يعرف الحرب من السّلام
زمنٍ يمتلىء بالثقوب الدمويّة
نسعى للذكرى فيُبيدُنا النسيان
أشعرُ و كأنَّني أغرس في رأسي آلاف الأفكار الحتميَّة، لكنَّني في صحراءٍ أبديَّة، لا أستطيع الهروب من ظلّي بعد الآن!
نحنُ في زمنِ التوهان، زمنٌ يضيعُ فيه الإنسان
ما بين الرعب و السرور
ما بين ردّات الفعل المكبوتة و إبصار النّور
ما بين المكان و اللازمان
نحنُ أجسادٌ فانية في عدم النسيان
نتعايش مع آلامنا بعد أن أصبحت مكشوفة الآن، و كأنَّ الأحزان مُجرّدُ صفحاتٍ سوداء تتناقل من يدٍ إلى أُخرى بدافع الفضول ليس أكثر!
لا أحد يجرؤ على تخفيف الأحزان و تقديم بعض الحنان!
نحنُ في زمنِ اللاشفاء
نستشفُّ النبضَ في قلوبنا من قطراتِ السماء، هل نحنُ أحياء؟
أقيسُ قُطرَ حدقتي كلّما نظرتُ للمرآة، أبحثُ عنّي بين النظرة و الأخرى، أسمعُ صدىً بين الكلمة و الأخرى
لماذا ننظرُ للمرآة؟ هل نبحثُ عن وجوهنا من خلالها؟
ماذا إن لم تكُ تلكَ الوجوه لنا؟!
لماذا نولدُ بوجوه!! "أُفكّر كثيراً.."
كلُّ شيء معقّد! باختلاف و بخليطٍ من عدم الاستيعاب!
أفتح عينيّ و أُبصر دقّة الحروف في كلماتي لأحارب ما يقارب ٢١١٩ فكرة في الدقيقة الواحدة.
هل نحنُ نكرة؟ أ لم نكُ أبداً؟
أ نملكُ القوّة؟ أظنُّ أنَّنا في حالة من اللامحاولة لنكون على هيئة بشر!
نحنُ في زمنٍ أحمق، نواجهه بحماقةٍ مُضاعفة و ابتسامة نازفة
بجروحنا العفنة نستقبل كُلَّ ما يأتي منه
إن كان للعظمة و المهانة، و القوّة و الضعف، و النّصر و الانكسار عنوان لأسميته "هذا الزمن"
في هذا الزمن لا أظنُّ أنَّهُ يجدرُ بنا التقليل من شأنِ شيء أو الاستخفاف به، سيتعرَّف كُلٌّ منّا على نفسه و يصنعُ زمناً جديداً إن أمكنَ ذلك!
نحنُ في زمن سنُجبِرُ فيه أنفسنا على الاختيار!!
سنختار في حين أن الاختيار مستحيل.
إرسال تعليق
0 تعليقات