الحادية عشر وإحدى عشرة دقيقة: 

داخل غرفتي المظلمة الّتي تشبه داخلي إلى حد مخيف قديمة و باهتة!، تحتضنني تلك الغرفة الهشة بجدرانها المبتلة بالدموع و ما كانت تلك الدموع إلّا شاهداً على كلّ هزائمي و السّواد الّذي تلوّنت به حياتي،داخل أصوات تفكيري المتعالية وفي فوضى من الأفكار القاتلة تجري حربي الكبرى ولا أمتلك من الجنود سوى دموعي و ذلك السّلام الّذي أظهره، 


خدوش روحي ليست مرئية و الأفكار الشيطانية التّي تدور داخل عقلي اللّعين لا يسمعها سوى شيطاني ولكن داخل كلّ تلك العواصف الّتي تبرق و ترعد و ترتطم في عقلي كان هناك خيط رفيع من أشعة الشّمس يتسلل إلى انهياري معلناً بداية جديدة، دخلتُ في صراع مع نفسي وكنت أنا الفائزة، كان الأمل طاغياً على قلبي و روحي عندها أدركت معنى أن تكون شخص يرى النور في ذروة السّواد و الغرق.

كتبت على الأوراق مشاعري، تفاصيل حياتي، بعثرت أفكاري،و تلاعبت بعقلي، والآن أعدت ترتيب الأشياء واضعاً نفسي في المقدمة، لا أبلغ من العمر سوى خمسة عشر عاماً و مع ذلك أصل للوعي الّذي يمتلكه شخص في الخمسين من عمره. 

إنّه سن المراهقة الّذي تحتاج فيه إلى فهم أولوياتك.. لدى معظم الأشخاص تفنى لحظات المراهقة على بناء العلاقات و الاهتمام بها، لا تدرك سوى أهمية الحفاظ على أصدقائك الّذين سيتخلوا عنك في أول محطة.

صديقي، عليك ببناء شخصيتك و أفكارك، عليك باكتساب الوعي و توضيح أرائك، عليك بجذور الشجرة و عمقها و ثباتها في الأرض لا في الأوراق الّتي تتناثر مع كلّ خريف..!

مع كلّ عاصفة تمر بها و مع كلّ الرياح الّتي تربكك سيكون الأمل طريقك للنجاة فمهما طالت العاصفة و عصفت ريحها ستكون أشعة الشّمس أول شيء تلتقيه بعدها.

الفشل و الوحدة و حتّى الصوت المُترنح من شدة البكاء سيعلمك..نحن نحصل على القوة من عمق الوجع من تجربة الفشل ستبني نجاحك الأعظم.

يجب أن تتخلى عن كلّ الأشياء الّتي تحطمك و تمنح الحبّ لنفسك و الأمل بمعرفة أنّه خلف كلّ باب مغلق توجد نافذة مفتوحة.


|غزل حاتم|