مصيبة تلو المصيبة ، تغدو أجسامنا الهزيلة عديمة الحيلة ، تنثر سمها لتغزو خلايا القلب

والعقل المنسي على حافة الضياع .


تفكير مثقل بالألم والعناء ، و عينان مرهقتان من قلة النوم ، أما اليدان فكأنهما مصنوعتان من

طينة خشنة جراء التعب والشقاء.

حرب على أرض الواقع ، تزلزل هياكلنا العظيمة شبه الميتة .

في الأمس..... كنا نعيش على ورقة خالية إلا من الحياة والنقاء ، توالت الأيام والأزمان ،

تلوثت بغبار القسوة ، باتت ملطخة بسواد المأساة ، وتلبدت فوقها غيوم غضبة تحمل على

عاتقيها اليأس والخذلان ، ورياح الأرض تعلن صراعها مع جمادات الواقع المرير ، حتى بدت

كعجوز مقعد لا يقوى على الحركة .

لا شيء يتغير ، إلا للأسوأ فالأسوأ ، حلمٌ يتحطم ، وأملٌ يتلاشى ، وخواطر تكسر ، وظلمة

تزداد ليلة بعد ليلة ، ذهبت نجوم الليل فلم يعد للمساء طعم يذاق ، وهاجرت طيور الصباح فلم

يعد هنالك أي حلاوة تطاق ، حتى لم يعد أي واقع يعاش ، ولم يبقَ سوى الألم والقسوة

والحزن والخذلان .

لا نريد شيئاً مستحيلاً ، سوى العيش بسلام ، نريد أن ننعم بك أيتها الحياة اللعينة ، فكِ قيدنا ،

وأبعدي حواجز الهم عن دربنا ، اتركينا بأمان ، لنعيش الحرية المسلوبة منذ الأزل ، لنستقبل

أيامنا بكل قوة واطمئنان .

ألم يكفيكِ ما أتانا منك ؟ ألم ترتوِ أرضك قتلى وجرحى ودماء ؟!

إن ظننتِ بأننا عاجزون عن أخذ حقنا ..... فهيهات ثم هيهات ، سنصبر ونتحمل الصعاب،

سنضمد جراحنا وسنواصل مشوارنا نحو السلام ، سنشعل ضوء الأمل والاستقرار من جديد ،

وسننعم بالرفاهية والهناء ، فلنا معك موعد ولقاء ، ولكن ننتظر أمر الرب حتى يشاء.