آلاء محمد الشول - تكتب(صراع مع الحياة...)
مصيبة تلو المصيبة ، تغدو أجسامنا الهزيلة عديمة الحيلة ، تنثر سمها لتغزو خلايا القلب
والعقل المنسي على حافة الضياع .
تفكير مثقل بالألم والعناء ، و عينان مرهقتان من قلة النوم ، أما اليدان فكأنهما مصنوعتان من
طينة خشنة جراء التعب والشقاء.
حرب على أرض الواقع ، تزلزل هياكلنا العظيمة شبه الميتة .
في الأمس..... كنا نعيش على ورقة خالية إلا من الحياة والنقاء ، توالت الأيام والأزمان ،
تلوثت بغبار القسوة ، باتت ملطخة بسواد المأساة ، وتلبدت فوقها غيوم غضبة تحمل على
عاتقيها اليأس والخذلان ، ورياح الأرض تعلن صراعها مع جمادات الواقع المرير ، حتى بدت
كعجوز مقعد لا يقوى على الحركة .
لا شيء يتغير ، إلا للأسوأ فالأسوأ ، حلمٌ يتحطم ، وأملٌ يتلاشى ، وخواطر تكسر ، وظلمة
تزداد ليلة بعد ليلة ، ذهبت نجوم الليل فلم يعد للمساء طعم يذاق ، وهاجرت طيور الصباح فلم
يعد هنالك أي حلاوة تطاق ، حتى لم يعد أي واقع يعاش ، ولم يبقَ سوى الألم والقسوة
والحزن والخذلان .
لا نريد شيئاً مستحيلاً ، سوى العيش بسلام ، نريد أن ننعم بك أيتها الحياة اللعينة ، فكِ قيدنا ،
وأبعدي حواجز الهم عن دربنا ، اتركينا بأمان ، لنعيش الحرية المسلوبة منذ الأزل ، لنستقبل
أيامنا بكل قوة واطمئنان .
ألم يكفيكِ ما أتانا منك ؟ ألم ترتوِ أرضك قتلى وجرحى ودماء ؟!
إن ظننتِ بأننا عاجزون عن أخذ حقنا ..... فهيهات ثم هيهات ، سنصبر ونتحمل الصعاب،
سنضمد جراحنا وسنواصل مشوارنا نحو السلام ، سنشعل ضوء الأمل والاستقرار من جديد ،
وسننعم بالرفاهية والهناء ، فلنا معك موعد ولقاء ، ولكن ننتظر أمر الرب حتى يشاء.
إرسال تعليق
0 تعليقات