ميس علي محمود - تكتب(نسختي الأخرى تتألم..)
ترقّع قلبها الضّعيف بيد أشدّ ضعفاً، تمسك خيط الحقيقة وتغرزه داخلها بإبرة تصرّفاته، الخيانات ذاتها بعدّة نكهات من مختلف المطاعم، لا مصداقيّة، إعلانات مزيّفة
تلك الصّور التي حملناها في أذهاننا بحثاً عن نسخٍ واقعيّة منها محض خدعة
لا يوجد شيء كهذا يا صديقي مرحباً بك في الواقع المرير .
"انفصام الشخصيّة المتعدد _ما ندعوه ظلماً بالمرض_ يتفشّى
أعراض تتجاوز في مطابقتها لسلوكيّاتنا الحياتيّة عدّة زوايا، أيصحّ نعتها بالمرض !!
أوليس جميعنا مصاباً به، أولسنا جميعاً مرضى !؟
لطالما آمنت بوجودها داخلي، هنالك أُخرى منّي، لا تشبهني، مريبة في تصرّفاتها ولدت مذ عدّة سنوات كما أعتقد إثر حادث اكتئاب عرضي، وفرضت وجودها عليّ
نسخة رقيقة مني، بلا عقل، تسيّرها العواطف، وتعزز الأوراق غريزة البقاء لديها، أن تصبح الشخصية الأُخرى منك كاتبة أمر لطيف لكنّه مرهق للغاية !!
تصادقنا وتركَتْ عادة التطفّل على أوقاتي العلميّة، تصادقنا وبتّ أخصص لها أوقات تنفرد فيها بقلبي وتملي عليّ لأفرغ ما فيه من هموم وأحزان، اعتدت على مواعيدها المخصصة للكتابة حفظتها كلّها حتى صرت آتي إليها بالأقلام والأوراق لتجود
كثيرةٌ هي الأسابيع التي انقضت دون أن أبصر نقطة حبر واحدة على أوراقها وكأنّما ما بداخلها لن تكفيه كلّ هذي السطور
ولن يتسع له ذهني، لن تتقبلوه حتى
إنّ الكتابة حرب، يموت على إثرها آلاف الملهمين
أن تحتفظ بالعبارات التي تقتلهم داخلك يعني أن تقتل نفسك توجّه السلاح نحوك وتطلق الرّصاص!!
مشاعرٌ لا تُبكى تخلد للأبد، كنعمة أو ربما كنقمة
وأيّ ملهم هذا الذي يستحق تضحيتها !
ضعيفة فتاتي أمام مفاتن الحب، لكنّي مؤكد لست هي!
مغرورة تسكت صرخات الألم داخلي بضع نظرات عابرة لتفاصيلي في المرآة، كأس من النبيذ الأحمر يسكت نداءات شوقي لهم ويقلب حالتي من الرجاء للشكر على ما أحظاه من ترف، الإنجازات المترامية هنا وهناك تسكت عطشي للكتابة عن أحدهم أيضاً
تنسيني حياتي وما يتخللها من أحداث كثيراً من النسخ الذكورية
لم أعتد البكاء يوماً ولا أظنني أحببت بكاءها الدائم على أبسط الأمور
لكنّ انقطاع دموعها هذه الفترة يزعجني يؤكّد لي بأنّها تحتفظ بها وتبكيها داخلها، تخلّدها وحزنها
وما خوفي إلا على جوفها من الانفجار يوماً
وقتلها وابنها، وقتلها وأنت
لم تعد تخشى تسرّب الأفكار ليلاً إلى ذهنها وهي غافلة عنها، باتت تنام قبلي حتى، وتطيل الخلود
لكنّ النوم لم يكن يوماً مسكّنا للألم
طبيب يصف لنا النوم لعلاج آلام الحبّ
ليس موجوداً في الواقع، ومن نحن لنشخّص مرضاً ونكتب وصفات طبيّة من عندنا على أساسه!!!!
ندمّر أنفسنا ونبالغ فقط لا أكثر، دراميون نحن أو ربما صادقون في مشاعرنا بإفراط، أراها في كلّ يوم تتأمل طريقاً ما بشوق وحسرة، تنتظر عبور شخص يبدو لي مألوفاً، شخص لا يراها لكنّه يراني
تلقي له مكاتيب لا يعيرها أدنى انتباه وفي المقابل يعير وجودي الخافت كلّ انتباهه،
يقول أُحِبُّها لأُحِبَّك يعقّد عليّ حلّ معادلته العشقيّة بقوانين لم تُدرّس في صفوفنا، معادلة بلا فرضيّات واضحة شبه عقيمة
لا حلول لها!!! مستحيلة
لكنّني مع ذلك أفضل المجازفة على الوقوف هنا ورؤيتها تهدر آخر أنفاسها عليه
أقول لك يا عزيزها والحزن يأكل أحشائي لأنك استخدمتها لأجلي، لأنك خدعتها في سبيل الوصول لي!!
إنها ليست أنا
أن تحبك لا يعني أن أحبك
تلك الكاتبة داخلي هي من أرادتك
لكني والله ما أردتك أن تكون معي يوماً
حرام عليك ما فعلت بها وحرام عليك ما أهدرت علي
أقتلك اليوم في هذي الخاطرة عوضاً عنها
لأنك وبكلّ قساوة جرّدتها من موهبتها
أخلّصها منك اليوم يا عزيزها
يا قارئها
وقارئي
يا قارئنا المفضل.
إرسال تعليق
0 تعليقات