حين تشتد ظلمة السماء وتصبح في أوجها.. يداهنمي الحزن متلحفاً بجناحيه السوداوين آخر رمق من أحلامي الزاهية .. فأتنبه فزعة وأفتح عيناي الذابلتين ..أطوف بهما حولي..

لقد عدت .. انقضت تلك الراحة القسرية لعقلي المتآكل من فرط الأفكار..انتهت بسرعة..وكذلك انتهت الأحلام .. عدت وكأنه في لمح البصر إلى ذاك الركن الأسود حيث العتمة تتشابك مع الحرارة المتأججة في الأجواء لتضيق الخناق على أنفاسي المتراكضة .. أحاول النهوض عبثاً.. .أدرك مسبقاً أنني لن أقوى بسهولة على الحراك فور استيقاظي .. يبقى شيء مني عالق هناك يأبى الرجوع من فوره .. ليذعن بعد وهلة بأنه لامفر من العودة.. أستلقي مستسلمة.. أنتظر ريثما تعود بقيتي.. مستمعة لذبذبات الافكار وهي تتسابق نحوي لتعصف برأسي من جديد...

ماذا لو كان الأمر برمته محض حلم أيضا ..؟!

. . كيف لي أن أعرف أنني لم أعد هناك..أغرق في بحر الاحلام 

وأنا أقبع هنا تقريبا في اللاشيء. . حيث لامعنى حقيقي لأي شيء .. حيث الأرواح المرهقة تتخبط منهزمة كما تفعل كل الأشياء عندما تتقاذفها الرياح في ليلة عاصفة ... حيث تتقلص الطموحات وتضمحل كرسالة عشق تلتهمها نيران الخذلان بشراهة ..فلم يبق منها إلا بعض الأمنيات تسبح في فلك المجهول .. هل لي أن أتوه ؟؟!.. كيف ذلك ! هنا !! حيث لا تملك النساء البسيطات الفاضلات رفاهية الانهيار؟!.. يغلق السؤال باب الليلةالكئيب ويفتح باباً آخر لسؤال آخر... أرفع رأسي المثقل بسيل لاينضب من الأفكار حينما يسقط أول خيط من خيوط الشمس ..

 أحمل مبادئي .. أحلامي .. شقائي..

والكثير من الحزن وأضعها في حقيبة القدر .. وأمضي إلى اليوم ..!