ماريا عموري - تكتب أدب الرسائل(إلى Kenza Tedjini ..)
إلى العزيزة جدًا Kenza Tedjini...
أكتب لك الآن بينما أجلس على الرصيف ورذاذ المطر الجميل يلامس جلدي بلطف فأفتح له ذراعي تارة وأغلقها تارة أخرى لأتدثر بمعطف شتوي وأفرح بسذاجة كأنني أعانق نفسي، أتعلمين ؟ لقد أصبح كل شيء شاعريا بالنسبة لي حتى أنني أفكر في رواية المعطف وأحاول تذكّر بعض من تفاصيلها كوني قرأتها منذ مدة طويلة بمجرد ارتدائي للمعطف هذا...
ماذا يمكنني أن أرد حين تقولين:
"صرخة"
إنها بكاء قلبٍ محطم لكن لا يمكنك سماعها لأنه مزود بكاتم للصوت.
أو الصرخة هي:
قصيدة مكتوبة من أحرف تسرّبت من جلد كاتب وانطبعت على الورق حين خانته الكلمات ليعبّر عن ألمه أو غضبه
كلّما راسلتني يا كنزة أشعر بمدى تشاؤمك وألمك رغم أنك في ريعان شبابك وهناك طابور طويل من الأحلام التي تنتظر أن تحققيها، رغم أنني أعلم أن لا موهبة لوطننا وللقائمين على شؤونه سوى سحب أبنائه من شعورهم وركل مؤخراتهم والبصاق على أحلامهم، وأن الأمل في وطني أشبه بحرث أرضٍ بور وانتظار الحصاد بغباوة، ومع ذلك حاولي أن تفعلي ما نصح به الشاعر الإنكليزي لورد بايرون" ابتسم كلما استطعت فهذا دواء رخيص" سنقاوم بشاعة الحياة بالابتسامة وإن كانت تحتاج إلى جهد عسير فسنمرن عضلات وجوهنا عليها يوميًا حتى لا نفقدها...
وإن كان لي أن أنصحك بشاعرٍ ما لتقرئي له فاقرئي للشاعر شيركو بيكه س فقصائده عظيمة وصوره الشعرية تحمل طابع التحدي والمقاومة وحب الحياة، وهذا بيت جميل ملتصق دوما بطرف لساني:
لستُ برعما غريبا
تنتزعني أول عاصفة
هكذا أريدك أن تكوني وحسب.
سأقول أنا بدوري
"عاصفة" وأنتظر ردك ❤
إرسال تعليق
0 تعليقات