محمد "ابن الهيثم" - يكتب(تعرفين...)
تعرفينٓ أنّٓ الأشياء باهِظةٓ الثّمن تدوم طويلاً،
لذلك كُنتُ دائِماً أبحثُ عن سعاداتٍ ثمنُ الحُصول عليها باهِظٌ جِدّاً،
تحفظينٓ النّكات،
وتُلقينها عن ظهرِ تعب،
يا حُلوة، هذه الأشياء رخيصة، ستضحكين عليها مرّة، مرّتان، ثُمّٓ سيتردّد الصمتُ فيكِ كُلّما تاجرتِ بِها، فهي لا تدومُ طويلاً،
إنّها تُشبه الإنسان هُنا،
ماتٓ فُلان، فبكينا،
ماتٓ فلان فبكينا،
ماتٓ فُلان، لم نبكِ،
سنموتُ نحن، ولا أحد سيبكي،
إلى هذا الحد أصبحٓ الإنسان رخيصاً يا حلوتي ؟،
بظلِّ قدم،
تركُضين نحو المُمكن،
وبأقدامٍ حقيقيّة،
تتهافتينٓ إلى المُستحيل،
تُغريكِ دائِماً المُستحيلات،
وهذه المرّة أنا معكِ، لن أُخالفكِ الرأي،
فإن كان ذلك إشارةً للجنون،
فأنا أُرحّب باستقالةٓ عقلي،
أنا أؤمِنُ،
وأركُض بظِلال المُمكن التي صنعتُها،
وبأقدامٍ حقيقيّة، أغواها طعمٓ الوصول،
إلى إمرأةٍ مُستحيلة، مِثلُكِ،
تُعلّقين إشاراتٓ الإستفهام على مِنشجِ الأيّام،
وكُلّما لفحكِ بردُ الفهم،
ترتدينٓ واحِدة،
أخبرتُكِ أنّٓ الحياةُ باردة،
والعاصِفةُ العصيّة على الفهم ستُمزّق معاطِف الإستفهام التي ترتدينها،
لذا، أوقدي نارٓ التّجاهلُ،
تخرُجين مع أحلامكِ إلى صحراءِ الواقع،
فتُسقِطُكِ في البِئر،
إنّٓ واقِعنا يا حلوة أبتلعٓ القافِلةٓ العطشى،
فلا يدٌ تُمدُّ لتشرب وتُنقِذٓ طموحاتكِ،
الأحلامُ هُنا مُؤذية،
المكانُ الوحيد الذي تكونُ فيه أمنة،
هو بين جُدران الغرفة،
بمقصِّ النّسيان،
تُقلّمين أظافر ذاكرتكِ،
حتّى لا تجرحُكِ يوماً وأنتِ تهرُشين بِها وجهٓ واقعكِ،
تعرفينٓ أنّٓ الأُمور مُتشابِهة بين الدّين، والسعادة،
فالأوّل ينبذُ الأكل مع طويلِ الأظافِر،
والآخيرة، تنبذُ أن يُمسِكٓ بها أحدهُم وأظافِرُ ذاكرتِه طويلة،
فالسّعادة لا تُعشّش تحتٓها،
وحدها الأحزانُ تسكُن هناك،
تُحبّين النوافِذ،
لكنّكِ تخافين مِنها،
أٓيُحِبُّ الإنسان ما يخافُه ؟،
أظُنُّ ذلك،
لقد كان الرّصاص يتسرّب من النّافِذة مِثلُ حبّات المطر الماكِرة إلى الدّاخل،
أنا لا أخافُ مِن النوافِذ يا جميلتي،
أنا أخافُ مِن الجدران الّتي تسقطُ مِثلٓ صوتِ الرّعد، وتدعسُ النّاس كيفما تراكموا،
وأُحبُّ فيكِ خوفكِ،
وأخافُكِ.
إرسال تعليق
0 تعليقات