إلى فاطمة رحيم..

سأحدّثك اليوم عن امرأة كانت تستغل جسدها؛ لشراء الخبز والسجائر واللحوم وغيرها من الاحتياجات. 

لم تترك مراهقاً، أو رجلاً متزوجاً، أو شيخاً كبيراً، عملت في التّدريس الخاص في شقتها، الأولاد الذين لم يدخلوا الثّانوية بعد، كانوا يذهبون بحجة التّعليم عندها، لم تكن تدرس جيداً، تقضي الوقت بالضحك معهم إلى أن تنتهي الساعة المحددة. حينما تحتاجُ للسيجارة، ترفعُ قليلاً تنورتها وتحاول دائماً أن ترتدي شيئاً ضيقاً عند الصّدر، فيتقاتل الأولاد من سيشتري لها، كانوا يسرقون مالاً من الأهل، وفي بعض الأوقات تقفُ على النّافذة تبتسم لصاحب الدّكان،



 يقال بأنّه كان يمارس العادة السريّة عند رؤيتها، وكان لها عشيقاً يشرب الخمر معها، تخرجُ إليه بروب الحمام أمام المراهقين. كانت يتيمة الأب، ولا أخ لها، وأمها شبه مشلولة تعيشُ في الإيجار وهي غير متعلمة، تمارس مهنة التّعليم دون شهادة، بل تحتاجُ إلى من يدرسها.


أتعرفين؟ كنتُ أفكّر أن أكتب عنها قصة قصيرة، أعرف بأنّها بالنسبة للعالم امرأة مجرمة وغير أخلاقية بل ساقطة، عاهرة، لكن هذا النّموذج أحبّ الكتابة عنه، المرأة الفقيرة التي تلجأ لأبشع الطّرق؛ لأجل لقمة العيش.


من المسؤول عن حياتنا يا فاطمة؟ تكتبين عن الحب ولكنك بلا رفيق يشاركك السّرير ذاته، مع ذلك لا يمكنك العيش دون حب. يجب أن ندخل يا فاطمة إلى هذه البيوت، لنترك العالم تتحدث عن الجماليات، أنا دخلتُ إليها منذ زمنٍ طويل، يمكنك الدّخول وتزينها بالحب، وأنا سأكتفي بعملية نقلها، فلا أحبّ معالجة الواقع.


سأخبركِ شيئاً: الحب عندك يختلف عن الحب الممل عند الكثير من النّساء _لا أقصد الإهانة_ لكن حبك يمتلئ بالبؤس والحسرة والوحدة والاشتياق. وأنا مولعة بالحب الذي يشبه اللون الأبيض والأسود. 


بالمناسبة؛ هذه الليلة سأشاهد فيلماً اسمه: "رسالة من امرأة مجهولة" بطولة "فريد الأطرش" أتمنى أن تشاهديه معي.