أيامٌ تمضي بالمقلوب

كُل الدروب تَتَعكر أسيرُ وحدي بحذر 

وهي ما تزال تصفعني مرةً تلو الآخرى    

ضاحكةً غير مكترثة !



العمر يمضي بالمقلوبِ أيضًا 

أعيشُ ما يقارب السبعين عامًا!

 أجلسُ في حجرتي على أريكتي المفضلة مقابل نافذةً مطلةً على الفناءِ أمسكُ أحد الكتب أُقلب صفحاته فتطاردني الحروف، 


باحثةً عن قصيدةٍ تخطها أناملي المرتجفة

أنا عجوز لا تفعلُ شيئًا سوى الكتابة وسرد قصص الحُب ذات النهاياتِ الحزينة!


بالستين كنتُ مصابةٌ بالزهايمر أتصرف كالأطفال تمامًا ، الجميع يضحكُ عليّ وكأنني لا أنتمي لأحد لم أفهم سبب ضحكاتهم حتى الآن!

عندما كان أخي يقول لا تذهبِ بدوني.

كنتُ أفسر خوفهُ حالةٌ نادرةٌ ،

حالةٌ نادرةٌ جدًا فكيف يستطيع شخصًا أن يحمل هذه المشاعر النبيلةُ

_ ولمن ؟ 

_لي ... !!

أخي الذي يخافُ السماءَ كثيرًا، كان يخشى أن أتحول إلى شتيمةٌ !

 فَتُلقي السماء عليه بغضب.

ربما يخاف الله حقًا... !

مرت أيامُ ولا شيء تغير إلا أنا 

العالمُ في حزنٍ شديد وأنا شديدة الأنبهار بي 

الحياةِ لدي تجري بالمقلوبِ !


ستنتهي الخمسـين بثقل اعوامها، وأخوض الأربعين بشغفٍ أكبر !


أتساءل كيف لو أن العالم خُلق بدوني !؟

أيمضي هكذا !؟

مَن بأستطاعته أن يملكَ عينين كبيرين كالتي لديّ،

من يستطيع أن يبقيهما مفتوحتين طوال الليل؟!

 خوفًا من أن تفوته تفاصيل تنتظر أن يلاحظها أحد ما!


مَن مثلي يفهم كل هذه التفاصيل, مـن؟