مضى اليوم كما يجب أن يمضي، كل العناء في المطبخ ناتج عنه طبق واحد كما يحدث معنا في وجهات كثيرة من الحياة، القط واقف ينظر باستغراب لنفسه في المرآة أذنية ترتعشان ثم يفزع بطريقة لافته للأنظار يبقى لبضع دقائق 

في حالة غريبة ثم يعود إلى حالة الطبيعي يمشي مشيت نمر



يراقب غزال صغير ويقفز قاصدا الأريكة وجهة له يجلس وكأنه مالك المنزل وعيناه الخضراء مغمضتان كما لو أنه في جلسة مساج ولونه الأسود يجعله أكثر جاذبية من الوسائد لدي...

أرفع خصلات شعري الشقراء وأضع بكبدها ممسك شعر أسود أفرش أسناني على عجل كما العادة أنظر في المرآة ملامح باهتة كأنها أكلة ينقصها الملح..

لا أخفي الهالات مجددا لا أحب وضع مستحضرات التجميل أبدا أمشط حاجبي الخفيفان كما هلال في سماء النمش يغطي معظم وجهي يبدو وكأنه قطعة أثاث متروكة للذباب دون أن يحرص على تنظيفها أحد دائما ما أقول ذلك عن النمش 

آخذ حفنة ميه ويتسرب نصفها من بين أصابعي قبل أن أرمي بها على وجهي كما تفعل النساء في الإعلانات

أسمع صوت زجاج قد كسر وأنا مغمضة العينان أخرج مسرعة لكي أوبخ القط ولكنه نائم نعم أظن أن الصوت صادر من الشقة العلوية

أرتدي تنورة صفراء وقميص أبيض لكي أشرق كما قالت لي صديقتي كفى أسود في الثياب سيجعل الناس يظنون أنك تنافسين الهالات سواد

آخذ الحقيبة على خاصرتي وتهبط قدماي في حذاء رياضي أسود لا لا ليس لشيء إنما لكي لا تشعر هالاتي بالوحدة

أسحب مفتاح البيت من الباب يأتي القط مسرعا كما العادة أعدة باحضار سمكة له عندما أعود 

وأذهب الشمس قارصة والشوارع مزدحمة وكأنها أخر أيام كل البشر جميعهم في الخارج ما بال بيوتكم أطردتكم؟!

سألتقي بالملح بعد شارع من هنا نعم الملح الذي كان ينقص ملامحي في بداية حديثنا قبل عدة أسطر من الآن بعد شارع من هنا اتفقنا أن نلتقي في مقهى العم أيوب لديه أوراق نعناع في أكواب الشاي لم أذق مثلها من قبل 

ولكني سألقي نظرة على تلك العربات ربما ألتقي بعنوان كتاب يخطف عقلي قبل أن أذهب كل الكتب ذاتها لم يتغير شيء واحدة تقول أفعلي ولا تفعلي ويقولن في نهاية الأنر تنمية بشرية! 

ليس حكر على البشرية أن تسمع لرأي شخص واحد فقط فالتجارب تختلف والحيوات تختلف من شخص إلى أخر وأظن أنني لا يناسبني هذا النوع من الكتب كما أنني دوما أعرف ماذا ستقول لي الصفحة القادمة وليس هناك ما أطمح من أجله 

هناك الرف الثاني مجموعة قصصية لعدة أقلام وأيضا هذا لا يروقني سيروق لي قلم وقلم سيجعزني فلا

هناك رواية أيضا بها عدة أقلام وهذا أمر سيء جدا من وجهة نظري، لن أشتري أي منهم

بعد هذه العربة بعدة عربات هناك وجه جديد رجل كبير في السن منقوش على وجهه الأسى أمامه الكثير من الاكسسوارت الغريبة التي لم أرى مثلها من قبل من بين مل الذي أمامه هناك طوق به شمس زرقاء لم أتردد في أخذه أبدا.

وضعته في عنقي وتأملت مظهره علي في مرآة العربة، دفعت حقها ومضيت

التقيت بالملح أمام باب المقهى سلم علي شعرت وكأنه يحمل جمرة في كف يده، جلست أمامه وأنا أراه وكأنه أول مرة أراه فيها بدا وجهه خالي من الطمأنينة كان يقص علي أشياء كثيرا وفي المقابل أنا لا أسمعه شيء ما كان يشغل أذناي عنه بينما أنها لا تستمع لشيء! الشاي أصبح يقارب درجة برودة الماء الذي يتغلغله الثلج ولم أرتشف منه ولو لمرة واحدة

كنت متوترة حقا ولسبب غير واضح لم يكن ملح هذه النرة أم أنني أصبت بالضغط! 

هبطت الشمس في قلب البحر الذي يقابلنا أستأذنت منه للرحيل لأول مرة في تاريخ هذه العلاقة، سمح لي بالرحيل لأول مرة أيضا

 وصلت للبيت نمت مباشرة صحوت بعثت له برسالة كان محتواها فراق

ولسبب ما لم يسألني عن السبب وقبل بالأمر مضت الأيام صباحا وليلا وأنا لا أتذكر حتى ملامحة! لا أشتاق له أبدا 

وكان هذا امرا غريبا دخلت في حوض الاستحمام الرغوة تملأ المكان المياه تصل إلى عنقي وأنا جالسة صامتة في مكاني خفت أن يصيب الصدأ الطوق فحاولت نزعه ولكن لم يفتح وقفت واتجهت نحو المرآة لعل وعسى أستطيع فتحه أمامها، كُتب في منتصف البخار القابع على المرآة عاشق.