خبأت حزني في أخاديد الجراح وجئت 

يحملني شقائي

وفتحت صدري للعناق 

وطاف في خلدي عنائي

وبكت بثغرك قبلة حراء أشعلها الغياب

فكاد يذبحني اشتهائي

ورأيت صدرك ماج حتى كاد يتركني حيائي

أبكيك.. ينتفض المدى غضبا ويلفظني رجائي

وأسير يلتفت الضياع إليَّ يقلقه انتمائي

وأسير بي شغف إلى..: أين المسير؟

:إلى فنائي

ضاعت رؤاي وضعتِ في عبق الرعونة والدماء

وعلى ظفائر ليلة صلبت تمائم أوليائي

خلفي عمامة ساقط رفعت على صوت العواء

وأمام وجهي عابد بالزور يلهث والرياء

ما عدت أعرف وجهتي أو أين يلفظني نقائي

يجتاحني الوجع الكبير 

أضاء عتمته سنائي

ويهدني غضبي الأسير على نزيف الأبرياء

ونزفت ألف قصيدة ثكلى وفاكهة الظِماء

عبثا تؤسس في طريق الغي مدرسة النماء

عبثا تخلف في سبيل الدود مائدة السماء

عبثا نكبلنا ولا نعنى بأفعال الخناء

أنا يا جميلة ليس لي 

                كف تكفكف لي دموعي

أنا يا جميلة تائه

              ما بين أوجاعي وجوعي

أنا آخر الأحياء نادى ربه المسجون في 

وطن الدناسة والخنوع

وأنا المكلل بالشجون وبالشحوب وبالمآسي الغائرات وبالدموع

أنا وحدي المنكوب في زمن الجهالة والغباء

وأنا أنا المنسي في زمن شهي الكبرياء

وحدي أداوي غصة الموجوع والمخدوع والمصروع

والمفجوع من رجعْ الغناء

وحدي أفتش عنك فيك وعن سبيل للبقاء

وحدي وهذا الليل يشرب نخب عاهرة لحشر الأنبياء

وحدي ولا أدري.. أكان الموت خلفي، أم ورائي

وحدي وآخر نجمة أفلت

وآخر ما تبقى من عيون الصبح أعماه الظلام فأين أبحث عن ملاذ؟

------

-للتواصل بخصوص النشر في المجلة اضغط هنا