تدقُ الكلمات باب النجدة طالبةً المساعدة لصياغةِ بعضِ الأبيات، لكن الكاتب مات، تأهبت معهُ الذكريات، ورحلت .. وضعت قدماً على قدم منتظرةً سقوطَ المشاعر، تنظرُ الساعةَ بعقربٍ حائر، انسكبت قوافي قصيدة الشاعر، الأرضيةُ تلوثت .. 


تلونت جدران البيت باللون الرمادي، فالأبيض ثابت، والاسود ثابت وكالعادة أنا وَسَطي ..

ناداني صوت، تقلصَ رويداً رويداً واختفى .. أغمضتُ عيناي فشعرتُ بدفى .. أهذا ملكُ الموت؟!

تتضاربُ الأفكارُ برأسي اللعين، تناولتُ دوائي ما بهِ ألمُ اليومِ لا يلين، عاد الصوت قريب، نَدَهَ اسمي هل أجيب!؟ .. قلت نعم 

فقال مسكين 

قلت من أنت 

قال مملكةُ الشياطين

هل أنا أتخيل .. عجيب!

قهقهةٌ بعيدة ثم صوتَ نايٍ حزين 

هل من أحدٍ هنا؟، لا مجيب 

حملتُ جسدي ذاهباً بهِ إلى المطبخ، أعددتُ قهوتي، خرجتُ على شرفةِ المنزل فمظهرُ النجومِ أوضح، جلستُ مطولا أنظر الى السماء، سمعتُ نداء، أظنهُ صوتكِ صغيرتي فبعدَ رحيلكِ سمعتهُ كثيراً في الأرجاء ..

أتذكرينَ رسالةُ عاشقين

كنت قد قلتِ لي 

أحببتكَ مرغماً ليسَ لأنكَ الأجمل بل لأنكَ الأعمق، فعاشقُ الجمالِ في العادةِ أحمق

فقلتُ لكِ: أنا مجنونٌ أخرق انتظريني عند المفرق ..

فقلتِ:سأنتظركُ فأنا بكَ أغرق 

فقلتُ:بعثكِ من بعدِ الغرقِ يتحقق

فقلتِ:فمالي منكَ لا أشفى وبنيرانِ حُبكِ أتعمق

فقلتُ:قلبي في هواكِ اكتوى احترقَ

فقلتِ:أجمعَ عشقكُ على قتلي، ومع هواكَ اتفقَ

فقلت: بل نارُ حبكِ هواي ورمادُ قلبي سرابا

ورمادُ قلبي سرابا يا صغيرتي 

ذهبتِ بعيداً الآن قتلكِ فعلاً حُبي ولكنكِ لم تنتظريني كما قلتِ