أشرف عبده حميدي- يكتب من (مآساة ديسمبر..)
أنا متعبٌ جدًا ومنهك، إنني مريضٌ ولا أدري ما حقيقة مرضي، سبعة أشهر أقبع في زاوية غرفتي لا أتكلم مع أحد، وأخرج للضرورة فقط،
لقد نزف الدم من أظافري وأنا أقضمها بشراهةٍ كبيرة في غير وعي، إنني أفكر بكل شيءٍ ولا أفكر بشيء! كالذي لا يدري ماذا يريد، لكنني على كل حالٍ ما زلت أتذكر اسمي! إن اسمي: الوجع.. نعم الوجع، هذا هو اسمي ولوني هو اللون الأبيض، الذي يبان على صدره حتى ذرات الغبار! إنني حقيقي يا قوم حقيقي! ألا ترون ساريتي ترفرف في كل قلبٍ أحبني؟!..
لا علينا، إن وجعي خفي، يصرخ حشايَ من الألم، فأود أن أصرخ مثله فلا أقدر، لقد بلغت وجيعتي مبلغًا كبيرًا من المعاناة وليس في يدي من مردٍ لها. تبكي دمًا كل ذرةٍ في جسدي إلّا أنا فلا أقدر على البكاء! وما أصعب أن يعاني المرء من شيءٍ ما؛ أحبه في يوم ولا يكن بوسعه أن يبكيه ولو بدمعةٍ واحدة تزيح عنه بعض حمله الثقيل جدًا.. جدًا.
إرسال تعليق
0 تعليقات